السويد توقف دعم «الأونروا» اعتباراً من 2025 وسط انتقادات أممية
السويد توقف دعم «الأونروا» اعتباراً من 2025 وسط انتقادات أممية
أعلنت الحكومة السويدية، عن خطط لوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اعتبارًا من عام 2025، لكنها أكدت عزمها مضاعفة المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة من خلال منظمات أخرى.
وقالت الحكومة في بيان صدر أمس الجمعة إن التمويل المخصص لغزة سيبلغ 800 مليون كرونة سويدية (ما يعادل 72 مليون دولار) في عام 2025، بينما ستتوقف المساعدات للأونروا التي بلغت 451 مليون كرونة خلال عام 2024 بحسب فرانس برس.
تشريع إسرائيلي يضاعف التحديات
وفي سياق متصل، أقر الكنيست الإسرائيلي تشريعًا يحظر أي نشاط لوكالة الأونروا داخل إسرائيل والقدس الشرقية، ما يعقّد عمل الوكالة ويزيد من صعوبة تنفيذ أنشطتها الإنسانية، كما أشار أعضاء الكنيست إلى احتمال اتخاذ خطوات مماثلة تجاه وكالات إغاثة أخرى.
وقال وزير التعاون الإنمائي الدولي السويدي، بنيامين دوسا، إن القرارات التي اتخذتها إسرائيل، والتي لقيت انتقادًا من السويد، تجعل من الصعب بل من المستحيل تنفيذ العديد من أنشطة الأونروا.
وأوضح دوسا أن المساعدات السويدية ستُمرَّر عبر منظمات دولية أخرى مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف لضمان وصولها إلى المستفيدين. كما أشار إلى أزمة ثقة تواجه الأونروا، مما دفع الحكومة إلى إعادة تقييم شراكاتها.
انتقادات أممية
من جانبه، أعرب المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عن خيبة أمله إزاء القرار السويدي، معتبرًا إياه "خطوة مؤسفة تأتي في أسوأ وقت بالنسبة للاجئين الفلسطينيين"، ودعا لازاريني الحكومة السويدية إلى إعادة النظر في قرارها، مؤكدًا أهمية دعم التنمية البشرية والحل السياسي من خلال استثمار مستدام في عمل الأونروا.
وعقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.